حين كنت لا أزال طفلة صغيرة، اصطحبني والداي الراحلين جلالة الملك حسين والملكة علياء لافتتاح مركز هيا الثقافي. لم أعي حينها وأنا أقص الشريط بأنني أمام ما سيشكل منارة للفن والثقافة في الأردن وبأن حياتي كطفلة وحياة العديد من الأطفال ستتبلور هنا.  لطالما امن والداي بأهمية خلق بيئة امنة لأطفال الأردن لتترعرع مواهبهم وتنضج قدراتهم وتمتد صداقاتهم، فكان لهم ما أرادوا عندما تأسس مركز هيا الثقافي عام 1976، وأظنها كانت إحدى أجمل الهدايا التي حصل عليها والدي لشدة ما أرادها!

قضيت أيام طفولتي بين أركان مركز هيا الثقافي فأصبح لي منزلا ثانيا يحمل بين جدرانه الذكريات والضحكات والنجاحات. وها هي الأعوام تمر ليتخرج جيل تلو جيل ويسطع نورهم في مجتمعاتنا. لا شك بأن مركز هيا الثقافي قد ترك بصمة في حياتي وحياة أطفاله وكان للمسته أثر كبير في مسيرة كل منا. لا يسعني الا أن أشعر بفخر كبير وأنا أراه لا يتوانى لحظة عن تطوير برامجه وزيادة أنشطته وصقل مواهب الأطفال وتعزيز قدراتهم ليبدعوا في مجالاتهم ويكونوا لنا قادة المستقبل الكفؤين والمعطاءين.

أمنيتي أن يبقى هذا الصرح الثقافي الفني انطلاقة لنجاحات الأجيال القادمة ونقطة بداية لمسيرة انجازات كل طفل. بجهود مجلس الأمناء ومجلس الإدارة وفريق عمل مركز هيا الثقافي وبإيمانكم برسالتنا سيصل مركز هيا الثقافي الى كل طفل من أطفال أردننا الحبيب!

هيا بنت الحسين